الثلاثاء، 18 يونيو 2013

قصص قصيرة من أمريكا اللاتينية ( الرجل الذي كبرت أذنه)

الرجل الذي كبرت أذنه


لـلكاتب البرازيلي :Ignacio de Loyola Brandão
















=>


كان منهمكا في الكتابة ، شعر بأذنه ثقيلة. ظن أنه التعب . كانت الساعة الحادية عشرة ليلا وهو لا يعمل لساعات إضافية . يشتغل كاتبا بإحدى شركات النسيج أعزب ، في الخامسة والثلاثين، أجره ضئيل، لذلم كان يدعمه بساعات إضافية. لكن الثقل كان يزداد ، وأحس أن أذنيه تكبران. مرر يده على أذنيه هلعا من الممكن أن يكون طولهما عشرة سنتيمترات . كانتا رخوتين كأذني جرو. هرع إلى الحمام ، كانت أذناه تصلان إلى الحزام . رقيقتين ، مضغوطتين ، كأنهما شريحتان من لحم، متجعدتان. بحث عن مقص كان على وشك أن يقطع أذنه، لا يهمه أن يكون الأمر مؤلما. لكنه لم يجده، جوارير الكاتبات كانت مغلقة، وخزانة المعدات أيضا. من الأحسن أن يسرع إلى الفندق فورا ويغلق على نفسه قبل أن يتعذر عليه المشي في الشارع . لو كان لديه صديق أو حبيبة لذهب عنده ليعرض عليه ما يجري .لكن الكاتب لم يكن يعرف أحدا إلا زملاءه في المكتب، زملاء وليسوا اصدقاء . فتح القميص ودس أذنيه بداخله. لف الفوطة على راسه ، وكأنه جريح.

حين وصل إلى الفندق كانت أذنيه تخرج من رجل السروال. نزع الكاتب الملابس. استلقى على الفراش، ورغبته كبيرة في النوم والنسيان. وماذا لو ذهب عند الطبيب؟ طبيب محتص في أمراض الأذن والأنف والحنجرة. في هذه الساعة من الليل؟ كان ينظر إلى الطلاء الأبيض . عجز عن التفكير، فنام يائسا.

حين استيقظ رأى عند أسفل السرير جبلا يبلغ علوه ثلاثين سنتمترا . الأذن كبرت والتفت كأنها كوبرا. حاول أن ينهض. الأمر صعب. كان عليه أن يثبت الأذنين الملتفتين. كانتا ثقيلتين. بقي في السرير. أحس بأن أذنه تكبر مصحوبة بدغدغة خفيفة. الدم يجري والأعصاب و العضلات و الجلد تتشكل بسرعة. في الساعة الرابعة زوالا كانت الأذن تحتل كل السرير. أحس الكاتب بالجوع والعطش. في العاشرة ليلا كان شخير ينبعث من بطنه. سقطت الأذن خارج السرير. نام.

استيقظ وسط الليل على صوت الأذن وهي تكبر. نام من جديد . وحين استيقظ في الصباح الموالي كانت الأذن تملأ الغرفة. كانت فوق خزانة الملابس ، تحت السرير وفي حوض الحوت. كانت تضغط على الباب. عند منتصف النهار كسرت الأذن الباب وخرجت عبر الممر. ساعتين بعد ذلك ملأت الممر. اجتاحت المبنى . هرب النزلاء إلى الشارع، نادوا على الشرطة ورجال المطافئ . خرجت الأذن إلى الحديقة، ثم إلى الشارع.
جاء الجزارون بالخناجر والفؤوس والمناشير. قضوا اليوم كله يقطعون ويراكمون . أمر الوالي بتوزيع اللحم على المحتاجين . جاء سكان الأحياء الصحيفية، ومنظمات المساعدة الاجتماعية، والجمعيات الدينية، وأرباب المطاعم، وبائعو اللحم المشوي عند أبواب  الملاعب الرياضية،وربات البيوت. جاؤوا بالسلات والعربات والشاحنات. اخذت الساكنة كلها لحم الأذن. ظهر رجل إداري ن جاء بأكياس أزبال بلاستيكية، نظم الصفوف ، وقام بتوزيع حصص اللحم.

لما أخذ الجميع اللحم لذلك اليوم والأيام الأخرى ، بدأوا بتخزينه. وضعوا مطامير ن وثلاجات ، وبرادات. حين لم يعد لديهم مكان يخزنون فيه اللحم نادوا سكان مدن أخرى. جاء جزارون جدد. الاذن كانت تكبر، يقطعونها فتكبر، والجزارون يشتغلون. وجاء جزارون آخرون. وتعب من العمل جزارون آخرون . لم تعد المدينة تطيق لحم الأذن . طلب الناس الحماية من الوالي . ورفع الوالي الأمر إلى الحاكم، ورفعه الحاكم إلى الرئيس.

وحين لم يتبق أي حل، وفي الشارع الغارق في اللحم ، قال طفل لاحد رجال الشرطة : " لماذا لا تقتل، ياسيدي، صاحب الأذن ؟"




قصص قصيرة من أمريكا اللاتينية ( الموت)

 الموت  


لـ لكاتب الأرجنتيني  :



 Enrique Anderson Imbert


=>


سائقة السيارة ( الفستان أسود ، والشعر أسود ، والعينان سوداوان ، لكن الوجه شاحب الى درجة أنها كانت تبدو وكأن ضوء برق توقف على وجهها، رغم أن الوقت زوال) سائقة السيارة رأت فتاة على الطريق تشير لها بأن تتوقف . توقفت 

- تحملينني ؟ حتى القرية فقط - قالت الفتاة.

- اصعدي - قالت سائقة السيارة. وانطلقت السيارة بأقصى سرعة على الطريق المحاذية للجبل.

- شكرا جزيلا - قالت الفتاة بإيماءة ظريفة - لكن ، ألا تخافين من أن تحملي في سيارتك غرباء الطريق؟ قد يؤذونك ، المكان هنا خلاء؟

- لا أخاف.

- وإذا حملت احدا واعتدى عليك ؟

- لا أخاف.

- وإذا قتلوك ؟

- لا أخاف .

- صحيح ؟ اسمحي لي بأن أقدم لك نفسي - قالت حينئذ الفتاة ذات العينين الكبيرتين ، الصافيتين ، الحالمتين . وبعط دلك ، وهي تحبس الضحك ، تصنعت صوتا كهفيا.

- أنا الموت، ال-م -و-ت.

ابتسمت سائقة السيارة بغموض.

في المنعطف الموالي هوت السيارة . ماتت الفتاة وبقيت جثتها وسط الأحجار. تابعت سائقة السيارة طريقها سيرا على الاقدام ، وعند وصولها قرب شجرة صبار اختفت.




 الموت هو تلك الرحلة التي لا عودة منها <~





السبت، 15 يونيو 2013

همسات في الظلام

همسات في الظلام 


صباحكم / ليلكم  خير

من الأوقات التي يستطيع فيها الانسان الابداع يكون بالليل ×× خصوصا اذا كنتم تسكنون في مدينة لا تنام و أمام شارع لا يخلو من الناس والسيارات وهذا حالي  ~ أتذكر عندما يزورنا أحد من العائلة  الكريمة لا يحتمل الضجيج وبهذا لا تطول مدة جلوسه في بيتنا وهذا شيء ايجابي  للغاية فبعض الناس لا تعلم بوجود عبارة" زر حبا تزدد حبا "أم أنهم يتغافلون عنها.

أنا أحب أن أكتب، أن أراجع، أن أعمل ليلا ،  ربما أكون كائنا ليليا  ~ خفاشا مثلااا هههْ ~  لكن منذ أفتكرني وأنا أٍرى أن استيعابي بليل يكون  أفضل من أي وقت آخر في النهار ،،، بعض العلماء يقولون أن الاستيعاب الفكري يكون أكثر في فترة الصباح وأنك في الليل فقط أنت ترهق نفسك لا غير ...  بيد أني لاحظت العكس، في فترة الامتحانات أكون طيلة النهار أراجع فقرة واحدة وفي الأخيرأجد أني لم أفقه منها شيئا ،في حين عندما يأتي الليل أستطيع استيعاب أكبر عدد من الدروس وحفظها في ذاكرتي بسرعة ،،،، فأين المشكل ؟ 

 أردت أن أعرف لماذا هذا الاختلاف، هل أنا بطبعي الغريب مختلفة عن الجميع ،هنا وقعت علي فكرة ،لا لا هي وقعت لكن لم تؤلمني كما ألمت التفاحة رأس نيوتن  ~ لا تسؤلوني من أين علمت أن التفاحة آلمته ×× ما علينا ،  ذهبت أستفسر من والدي عن توقيت ميلادي بالتحديد  فأجابني أنه كان على الساعة واحدة صباحا  وأضاف أنه وجع الحمل كان ينتاب والدتي فقط بالليالي  ،، وااااو  يبدو أني حتى وأنا في ظلام البطن كنت أتحرك عند ظلام .

وهكذا استنتجت أن القواعد العلمية لا تطبق على الجميع هناك دائما استنثناءات ، الانسان بطبعه يخلق بالنسبة له ما يلائمه فلماذا نظل محصورين في استنتاجات وبحوث الغير ماذا ينقصني أنا كإنسان لأبحث حتى أجد المكان الطبيعي  لذاتي  .

لكن أنا أخلي جميع مسؤولياتي عن الابداعات الليلة في حالة فشلت فأنا كنت أتكلم على نفسي فقط D:



البيضاء في ليلة من ليالي الصيف


ما تقرأه ليس صحيحا دائما 



الخميس، 13 يونيو 2013

أول تدوينة

أول تدوينة


مساؤكم / صباحكم خير ، كيف حالكم إن شاء الله بخير 

 


أول تدوينة لي  ولا أجد ما أقول أو بالأحرى ما أكتب  ، انعقدت أصابعي كما ينعقد لساني عندما يسألني أحدهم (فأنا أكره توجيه الأسئلة لي) .هذه مشكلتي انعقاد الأصابع ،أي مشكلة  في الأفكار و الابداع ... إلخ

مع أني لست "غبية " وأيضا لست العبقرية الخارقة للعادة ×× لكن بكل بساطة التعقيدات المعقدة هذه مشكلتي: عدم ايجاد موضوع أكتب فيه . لماذا لدي هذه الصعوبة في إيجاد موضوع مناسب ؟؟ مشكلة التفكير في المواضيع أصبحت تؤرقني صحيح أني مازلت أنام كثيرا ×× لكن هذا مجرد تعبير مجازي يعني ، ما علينا ، منذ شهورأحاول نشر مقال ومازلت أحاول ، لكن أين هو ذلك الموضوع الذي يتكرم ويظهر نفسه لأكتبه . 

أصبحت بسببه  أعاني من فوبيا القُـراء ، مرض جديد لا أدري إذا كان يعاني منه أحد غيري ××  وكما هو معروف لا بد من قليل من حصة العلوم  هههه ، باختصار أعراض المرض تتلخص في :
عندما  تحب أن تكتب ولديك الارادة وتتوفر على كل تجهيزات الكتابة ، لكن تبقى فترة طويلة في البحث عن فكرة  الموضوع المتميز، فحتى لو مر من جانبك الموضوع المناسب  فلن تلاحظه بسبب فترة البحث عن ماهو متميز أو بتعبير أدق أسمي هذه فترة الخمول  الدماغي ×× التي سوف تخلق لديك لا إراديا  مشكلة أكبر ، وهي الخوف من قراءة غيرك لما ستكتب ،احساس  يفوق ما تحس به عند قراءة المصحح أمامك ورقة امتحان أجبت على أسئلتها بالخزعبلات المبهمة.

لكن ،اليوم ،افتتحت مدونتي مع أني من أكثر من ثلات سنوات  كنت أريد افتتاح واحدة لكن بسبب تلك المشاكل ومشاغل الحياة  الأخرى لم أفعل. لهذا ما أن تجددت فكرة المدونة الخاصة من جديد أسرعت قبل أن يتغلب مزاجي المتقلب ويدحض الفكرة مرة أخرى. افتتحها ولن أقول أني جدت الحل لمخاوفي. أنا اكتب فيها  الآن، نعم يا للشجاعة ،  هم يقولون إذا واجهتك مخاوف فلابد لك من مواجهتها وفي الحياة لابد للإنسان أن يواجه مخاوفه شاء ذلك أم أبى .

 وأنا قد أبيت كثيرا لهذا، اليوم ، ليكن ما يكن ولتذهب مشكلة الأفكار والمواضيع الى الجحيم و القراء إلى النعيم  D: طريقة كتابتي ربما لن تروق إلا لنفسي وبعض ممن يشبهوني وأتمنى أن يفوقوا الملايين  ، صحيح  أبالغ ، لكن ليس هناك أجمل من االنظر الى نفسك في غيرك ومن خلاله تستطيع التصاحب مع ذاتك .




البيضاء 13/06/2013
كل منا يرسم الآخر بالصورة التي يتمناها ويعتقدها" 
"وغالبا لا تكـون صحيحة فأتمنى أن تستطيعوا رسم صورتي  صحيحة 

^_^