السلام عليكم ، كالعادة تهت عن مندونتي لكن عدت وأحببت أن أشاركم بعضا من الروايات التي أعجبتني فأنا من المدمنين على قراءة الروايات أستطيع أن أكمل رواية في يوم ، لا صراحة إذا كانت الرواية مابين المئة والمئتين قد أكملها في ساعات .
وهذه بعض من الرويات أنصحكم بقرأتها لأنها تستطيع أن تغير حياتك .
الغريب : ألبير كامو
الرواية تشدك من الغرابة التي تكتسيها ، أسلوب الكتابة يدفعك لتفكر في شخصية هذا الرجل الغريب ، تجعلك تحاول سبر أغواره ، شخصية ليست عادية لن تلتقيها في حياتك اليومية ، الرواية هي ليست طويلة مئة وبضع صفحات لكنها عميقة فريدة .
كتبت الرواية باللغة الفرنسية عام 1942، ضمن سلسلة مؤلفات تصف فلسفة كامو الخاصة. تجري أحداثها في الجزائر حيث وُلد كامو، وبطلها هو ميرسو فرنسي الجنسية، وعلى لسانه سنقرأ الأحداث والمشاعر، ومعه سنعيشها.
إن أردنا تلخيص الرواية في جملة واحدة يمكننا أن نقول “اليوم ماتت أمي، أو ربما ماتت بالأمس.. لست أدري”، وهي العبارة التي استهلّ بها كامو الرواية، لتعبر عن الخصلة النفسية الأهم التي سنعيشها مع ميرسو: اللامبالاة. ميرسو إنسان لا يجيد التظاهر، ويتصرف وفق مشاعره وأحاسيسه، لذا لا يمانع أن يتناول القهوة والسجائر أمام جثمان أمه مادام بحاجة لذلك.
لا يحبّذ ميرسو شيئًا، ولا يرفض بالمقابل شيئًا آخر، لا بكاء على ميت ولا فرح بلقاء عزيز، لا دفاع عن النفس ولا رغبة بالنجاة، حتى قوله للحقيقة يظهر بسلبية ولا مبالاة واضحة بما قد تؤدي له تلك الحقيقة. القتل بالنسبة لهذا الغريب أمر غير مهم ككل شيء، فلا قيمة لحياة ولا معنى لموت، وليس ثمة فارق إن متّ في العشرين أو الثمانين من عمرك، محكومًا بالإعدام أو في سرير غرفتك، وعبثيته هذه تخوله لارتكاب جريمة قتل دون تخطيطٍ أو دافعٍ أو معرفةٍ بمن يقتل.
لماذا ارتكب ميرسو جريمته؟ لأجل لا شيء! هو نفسه لا يدري، لذا لم يكن بالإمكان أن يدافع عن نفسه أمام جريمة قتل باردة دون دوافع أو مبررات، وهو الجانب العبثي الذي يعبر عن فلسفة ألبير كامو في الرواية. هذا الجانب الغريب في شخصية ميرسو يجعل المجتمع يتخوف منه، الأمر الذي يفقده تعاطف الناس حوله عند حاجته لذلك، بل على العكس، فقد أدانه محيطه لغرابته تلك أكثر مما أدانه لجريمته التي ارتكبها.
1984: جورج أورويل
هذه رواية كتبها جورج وهوعلى فراش الموت ، فقد نصحه الأطباء بالراحة إلا أنه عاندهم وكتب روايتة 1984 ورغم أنها قديمة في كتابتها ،لكن ستشعرأنها عصرية لما فيها من محاكات لأحداث كثيرة نمر بها في عصرنا هذا ،إذا حاول قراءتها لأنها اخر كلمات للكاتب قبل أن يموت .
كتبها جورج أورويل سنة 1948، مستلهمًا أفكارها مما كان يجري حينها من تقسيم للعالم إلى مناطق نفوذ. واستخدم عنوانًا يلخّص كل ما أراد قوله فيها: فعام 1984 ليس ببعيد عن تاريخ كتابة الرواية (1948)، وإن استمرّت سياسة الاستبداد بالتوسع، فإن أورويل يستقرأ بروايته الخيالية شديدة التشاؤم أحداثًا يراها آتية لا محالة.
تصنّف الرواية ضمن أدب الخيال السياسي، أو الديستوبيا، واحتلت مراتب متقدمة في عدة قوائم لأفضل الروايات العالمية،
تقع أحداث الرواية في أوشينيا، واحدة من ثلاث دول عظمى اقتسمت بعد حرب عالمية كبيرة، وينقسم الشعب في أوشينيا إلى طبقات ثلاث، طبقة الأقلية الحاكمة وتشكّل 2% من السكان، الحزب الخارجي ويشكّل 13% من السكان، الطبقة الدنيا أو البروليتاريا وتشكّل 85% من السكان الأميين. أما عن بطل الرواية فهو وينستون سميث، عضو في الحزب الخارجي وعامل في وزارة الحقيقة، والتي تتولى مهمّة تعديل الوثائق التاريخية لتحقيق التوافق بين الماضي وبين مواقف الحزب المتغيّرة، ومحو أي إشارة لأشخاص قتلتهم السلطة وترغب في مسح وجودهم من التاريخ والذاكرة.
يعيش سميث في مجتمع خاضع لسلطة “الأخ الكبير”، والذي يمثل الحزب الحاكم.الأخ الكبير يراقب دومًا، السكان تحت سلطته نسخٌ من بعضهم البعض، حيواتهم متشابهة حد التطابق، ولا مجال للتفرد أو الخروج عن نمط الحياة المحدد بدقة، مواعيد النوم واليقظة، طبيعة الطعام، شكل المساكن وشاشات المراقبة المنتشرة في كل مكان، جرائم الفكر التي يعاقب مرتكبها بالإعدام.
رغم كل هذا القمع، والشلل المنظم، يحلم سميث بالثورة على الأخ الكبير، بعيدًا عن شاشات المراقبة والعيون المتلصصة، فهل يتحقق له ذلك؟
كافكا على الشاطئئ: هاروكي موراكامي
بالنسبة لي اعتبرها من أهم الروايات التي قرأتها في حياتي ،أولا لأني معجبة بالثقافة اليابانية وثانيا لأني اكتشفت أن خيال كتابهم فريد من نوعه وأنه من قصة بسيطة يمكن أن يقدم لك ابداعا خالدا ، كافكا على الشاطئ تشمل عدة تساؤلات ؛ الميتافيزيقية ،الغموض، الحيرة، أسئلة تعتقد أنك سوف تجد لها حلا في نهاية ، لكنك تكتشف أنك ضائع ، فهاروكي هوايته أن يوقظ خيال القراء.
" رجل عجوز يجيد محادثة القطط، أسماك تهطل من السماء، جنود يعيشون في غابة منذ الحرب العالمية الثانية، حجر سحري قد يقود إلى خراب العالم أو خلاصه... أجواء غرائبية تحفل بها تحفة الكاتب الياباني هاروكي موراكامي "كافكا على الشاطئ". التي بقدر ما هي غرائبية بقدر ما هي بسيطة تحتفل بسحر الحياة وتدافع عنها، وذلك من خلال حكايتين متوازيتين متقاطعتين، حكاية عجوز يبحث عن نصف ظله الضائع. وفتى في الخامسة عشر هارب من لعنة أبيه السوداء. وبينهما عوالم ومدن وشخصيات ورحلات شبه ملحمية تلخص جميعها حول البحث عن الحب، ومعنى الموت، وقيمة الذكريات، رواية لا تدفع كل واحد منا فحسب إلى تأمل الحياة، بل تستفزه لكي يغيرها أو لكي يغير نفسه فيها ويبدأ رحلة البحث عن بوصلته الضائعة."
العصفورية: غازي القصيبي
غازي صراحة يمكن اعتباره موسوعة في الأدب ، فهذه الرواية لا تقل عن أي رواية عالمية اخرى تتسم بالتعقيد وتجعل عقلك حائرا بل مجنونا من كمية الأشياء التي تحصل داخلها .
رواية ساخرة و رمزية، غنيّة بالإسقاطات و التلميحات الأدبية و التاريخية ، مزيج من جد و هزل و خيال و حقائق .تحكي عن شخص كان نزيلاً في العصفورية وهي اسم للمصحة النفسية في لبنان، النزيل يُدعى بالبروفيسور،وتبتدأ الرواية بسيناريو بين بطل الرواية المريض مع طبيبه المُشرف عليه الدكتور سمير ثابت، حوارهما ينجرف بكثرة استطرادات "البروفيسور" و أسئلة الدكتور النفساني مع مريضه الذي كان كثيراً ما يناور
فلا تدرك في كلامه حقيقة ما يقول من عدمه، هل هو الواقع أم الخيال !
في حديثه يناقش قضايا و شخصيات عدّة, فتارةً يتكلم عن الشعراء و تارة عن الفلاسفة و أخرى عن العلماء. لا شك تضمنت الرواية أفكار " القصيبي " في جانب " العروبية " و " الولايات المتحدة العربية " و الحلم الذي يراود بطل القصة و حكايته عنها.
و أعتقد كونها تحمل ذاك الترميز لن تفهم و تهضم بشكلٍ جيد إلا إذا كان قارئها على إطلاع و معرفة بالشخصيات الواردة و المُشار إليها .
العمى: جوزيه ساراماغو
هي رواية شهيرة وشهرتها واسعة ، و تدور حول مجتمع يتحول فجأة إلى مجموعة من العميان الكل يقفد بصره إلا إمرأة واحدة و بدون معرفة السبب الحقيقي سواء لفقدان الجميع بصره أو لبقاء هذه المرأة مبصرة بخلاف الجميع.
تشهد هذه المرأة فترة أبشع فترات حياتها حيث ترى بعينيها السقوط الأخلاقي للجنس البشري عندما تحدث الكارثة حيث يبدأ البشر في القتل و النهب و حتى الاغتصاب أثناء انتشار الفوضى و عندما لا يوجد رقيب يتجلى أسوء ما في النفس البشرية.
فقط اقرأها جميلة جدا .
الجريمة والعقاب: ديستوفيسكي
صراحة هذا الكاتب إما تحبه أو تكرهه، رواياته عجيبة تجعلك تختار بين كرهه وادمان كتاباته ، لأن ديستوفيسكي هو عبقري التعبير ، له القدرة أن يلامس الروح الحزينة و اليائسة بكلماته ،ويعرف معنى الألم والحزن,
تعتبر "الجريمة والعقاب" إحدى قمم الأعمال الإنسانية، إنها ذلك اللغز المفتوح على النفس الإنسانية، وما يدور في أعماقها، والمفتوح على قضايا الموجود، والعذاب، والخير، والشرّ، والحب، والجريمة، والجنون، والأهواء، والمنفعة، والمرض...
إن شخصيّة راسكولنيكوف هي محاولة لفهم تعقيدات الشخصية الإنسانية مقدماً عدداً من التفسيرات، مناقشاً الدوافع والبواعث الكامنة في اللاوعي والتي حَدَت راسكولنيكوف للتصّرف بما يخالف المنطق.
يطرح دوستويفسكي فكرة إستحالة معرفة الإنسان، ويجبرنا على أن نتطلّع إلى ما يكمن في نفوسنا، وأن نعثر فيها على تلك الأهواء التي تعصف بأبطاله، وكيف أن النفس الإنسانية تحمل في آن أسمى المثل إلى جانب أحط الدناءات... كيف أن الإنسان يحمل في داخله قوة تنفيذ الجريمة ورغبة تحقيق العدالة.
الحارس في حقل الشوفان: جي دي سالنجر.
هي من الأعمال القليلة المترجمة لسانجر، الحارس ستجعلك تشعر بشعور غريب نحو البطل، تعتبر هذه الرواية هى البدايه لظهور ما يسمى بكتابات الغاضبين ولقد عبر بعض الرافضين في هذه الفتره عن تبنيهم لهذه الرواية ، وتعبر هذه الرواية عن الاشمئزاز والتقزز الأخلاقي اللذين يعاني منهما هذا الصبي ذو السادسة عشر تجاه هذا المجتمع الأمريكي ، فيعتبر الجميع مثيرون للتقزز والسحظ عدا هؤلاء الأطفال وخاصة الاطفال الذين ماتوا فنجد أن مفتاح هذه الرواية هو كلمة " الزيف " التى تتردد في جميع فصول هذه الرواية الجميع مزيفون ما عدا هؤلاء الأطفال .